ومما لا شك فيه أن العالم الإسلامي اليوم تُشن عليه وأهله حرب فكرية؛ قائمة على ضرب الفهم الصحيح للإسلام، حيث ظهر فيه أهل سوء الفهم، وآل إليهم زمام الكلمة والإعلام المتنوع، فراحوا يبثون سمومهم في العقول والتصورات، فألبسوا على الناس دينهم، وأبعدوا كثيرًا منهم عن مصالح دنياهم وآخرتهم، وأصبح يضرب بعضهم بعضًا دون أن يعلموا.
وأخيرًا فالفهم الصحيح يتحقق مع صدق العبودية لله؛ فإن كان طالب العلم محبًّا لله صادقًا في عبوديته فسيبني فهمه على الحقائق الثابتة والتصورات التي لا يخالطها غبش ولا حيرة.
ومن ثمرات صحة الفهم أن يكون صاحبه عادلًا في أحكامه على الناس، فلا يحيد عن الحق في شعوره من حب أو بغض، ولا في أقواله من مدح أو ذم، بل يضع شعوره وأقواله وأوصافه في مواضعها اللائقة بها، كما أنها تقوده إلى النجاة في الدنيا والآخرة، فمن سلم فهمه عمل في دنياه ما يرضي الله، وما يعينه على الحياة حتى يلقى ربه. ومن سلم فهمه سعى سعيًا حثيثًا للعمل للآخرة، فأقبل على الطاعات واجبها ومستحبها فعملها، وعلى المعاصي فتركها وأبعد نفسه عنها؛ من غير غلو ولا تقصير، ولا ابتداع ولا خروج عن منهج الحق الذي جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم-.