والنصوص التي تتحدث عن هذا النوع من الأدلة كثيرة في كتاب الله ..
والآيات الكونية تدل على الله تبارك وتعالى من وجوه عدة:
أ- وجودها: فالعقل الإنساني يضع ثلاثة احتمالات لهذا الوجود: الأول: وجودها من عدم أي من غير موجد، الثاني: أنها أوجدت نفسها، الثالث: أن الله أوجدها.
والعقل الإنساني يرفض رفضا قاطعًا الاحتمال الأول والاحتمال الثاني، ويقبل بالاحتمال الثالث ويجزم به، وإذا كان هناك من خالق للسموات والأرض فيجب أن يكون عظيمًا قادرًا، لأن هذا الخلق العجيب لا يمكن أن يصدر من عاجز ضعيف وقد ناقش القرآن الكفرة بهذا الدليل العظيم فقال: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيرِ شَيءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (٣٥) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ} [الطور: ٣٥، ٣٦].
وإذا صدق العقل بوجود الخالق على هذا النحو، تكون المرحلة التالية هي معرفة هذا الخالق، وهذا قد تكفل الله به، حيث عرفنا بنفسه من خلال كتبه ورسله.
ب - هداية كل شيء لما خلق له، فالقلب يعمل عمله بدون معلم، وكذلك الكبد، والطحال، والأعصاب والمعدة والأمعاء، بل أن الحيوانات والطيور مهدية لطريقة الحياة هداية ربانية، وقل مثل ذلك في النجوم والشمس والقمر، {الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى}[طه: ٥٠].