للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عناية الله: لقد شعرت أن قلبي يهتز هيبة لله وإجلالًا له، ثمَّ نظرت إلى السير جيمس فوجدت شعر رأسه قائمًا، والدموع تنهمر من عينيه، ويداه ترتعدان من خوف الله، ثمَّ توقف فجأة، ووجه كلامه إليَّ قائلًا: "يا عناية الله! عندما ألقي نظرة على روائع خلق الله يبدأ وجودي يرتعش من الجلال الإلهي، وعندما أركع أمام الله وأقول له: إنك لعظيم! أجد أن كل جزء من كياني يؤيدني في هذا الدعاء، وأشعر بسكون وسعادة عظيمين، وأحسُّ بسعادة تفوق سعادة الآخرين ألف مرة، أفهمت يا عناية الله لماذا أذهب إلى الكنيسة؟ "

لقد أدرك هذا العالم أن لهذا الكون خالقًا، ولكنه لم يجد سبيلًا إلى عبادته والتوجه إليه إلا بالدين النصراني المحرف المغير في عقائده وتشريعاته.

يقول العلامة عناية الله المشرقي: لقد أحدثت هذه المحاضرة طوفانًا في عقلي، وقلت للعالم الفلكي: لقد تأثرت كثيرًا بالتفاصيل العلمية التي رويتموها لي، وتذكرت بهذه المناسبة آية من آيات كتابي المقدس، فلو سمحتم لي بقراءَتها عليكم، فهز العالم الفلكي البريطاني رأسه قائلًا: بكل سرور، فقرأ عليه قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (٢٧) وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} [فاطر: ٢٧، ٢٨].

وهذه الآية دعوة للناس للنظر إلى الماء النازل من السماء، وآثار هذه الرحمة التي أنزلها الله تعالى، حيث يخرج الحق سبحانه بتلك الرحمة ثمرات مختلفًا ألوانها، وألوان الثمار معرض بديع للألوان يعجز عن إبداع جانب منه جميع الرسامين في

<<  <   >  >>