جميع الأجيال، فما من نوع من الثمار يماثل لونه لون نوع آخر، بل ما من ثمرة واحدة يماثل لونها لون أخواتها من النوع الواحد، فعند التدقيق في أي ثمرتين أختين يبدو شيء من اختلاف اللون.
ثم يلفت القرآن أنظار العباد إلى ألوان الجبال، ففي ألوان الصخور شبه عجيب بألوان الثمار وتنوعها وتعددها، بل إن فيها أحيانا ما يكون على شكل بعض الثمار وحجمها كذلك، حتى ما تكاد تفرق من الثمار صغيرها وكبيرها.
والجدد الطرائق والشعاب، وهذه الطرائق والشعاب منها البيض ومنها الحمر، والبيض مختلف ألوانها فيما بينها، والجدد الحمر مختلف ألوانها فيما بينها، مختلف في درجة اللون والتظليل، والألوان الأخرى متداخلة فيه، وهناك جدد غرابيب سود، حالكة شديدة السواد.
ثم يلفت القرآن أنظار العباد إلى ألوان الناس، وهي لا تقف عند الألوان المتميزة العامة لأجناس البشر، فكل فرد بعد ذلك متميز اللون بين بني جنسه، بل متميز من توأمه الذي يشاركه حملًا واحدًا في بطن واحدة. (١)
ويوجه أنظارنا إلى ألوان الدواب والأنعام أيضًا، وألوانها مختلفة كذلك، ثمَّ يربط بين الذين ينظرون في هذا الخلق ويعتبرون وبين الذين يخشون الله، فيقول:{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}[فاطر: ٢٨].
العلماء الذين يعلمون أنه هذا الصنع الغريب العجيب هو صنع إله حكيم، فيستدلون بالصنعة على الصانع، وبالخلق على الخالق، وبما يجدونه في الصنعة والصنع على الحكمة والعلم والقدرة، فعند ذلك تلقى المهابة في قلوبهم، ويعظم قدر الله في نفوسهم، فيتوجهون إليه وحده، راغبين راهبين، ولكنَّ الذين