[ضوابط في مبحث الإعجاز العلمي وتفسير الآيات الكونية في القرآن الكريم]
قبل البدء ببحث الآيات الكونية ينبغي أن نضع نصب أعيننا الضوابط التالية:
[١ - القرآن كتاب هداية]
إن القرآن الكريم كتاب هداية، هداية الناس إلى بارئهم للقيام بالدور الذي أوكل إليهم في خلافة الأرض ولأداء المهمة التي خلقوا من أجلها:
وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ٥٦ ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ ٥٧ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ٥٨ [الذاريات: ٥٦ - ٥٨]. وقد سلك القرآن الكريم جميع الأساليب والمسالك العقلية والفطرية لحمل الإنسان على هذا الهدف فلفت الأنظار من أجل ذلك إلى الكون المحيط بأفلاكه وكواكبه وليله ونهاره وسهوله وجباله وبحاره وأنهاره وسحبه وأمطاره ونباته وأشجاره.
ولفت النظر كذلك إلى أعماق النفس الإنسانية بعواطفها ومشاعرها وطاقاتها وقدراتها وإمكانات جوارحها، وارتفاعها أو إخلادها إلى الأرض.
وشد الانتباه إلى ما يحيط بالإنسان مما هو مسخّر له لخدمته وتيسير المشقّات عليه من الحيوان والنبات والجماد ... فينبغي أن تبقى الدراسات القرآنية المتعلقة بالآيات الكونية في حدود هذا الغرض، ولا تؤثر على الهدف الأساسي للقرآن الكريم.
[٢ - ترك الإفراط والتفريط]
عدم التفريط في البحث في الآيات الكونية، وبشرط التقيد بالمنهج القرآني وعدم تحميل النصوص ما لا تحتمل، فلا ينبغي أن تهمل