للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأبدل بذلك إباحة البيع والشراء فقال تعالى: وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا [البقرة: ٢٧٥].

وفرض الزكاة وحث على الصدقات المطلقة توسيعا لقاعدة التداول المالي قال تعالى:* إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٦٠) [التوبة: ٦٠].

وحرم كنز المال ومنعه عن أصحاب الحقوق والمحتاجين فقال تعالى:

وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٣٤) يَوْمَ يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هذا ما كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ (٣٥) [التوبة: ٣٤ - ٣٥].

ووعد المنفقين في سبيل الله بالمضاعفة في الدنيا والمثوبة العظيمة في الآخرة فقال جل من قائل: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢٤٥) [البقرة: ٢٤٥].

وقال: مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (٢٦١) [البقرة: ٢٦١].

كل ذلك لمنع تجميع المال في أيد قليلة تعيش طفيلية على جهد العاملين وكدحهم: كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ [الحشر: ٧].

[٢ - الأسرة ومكانتها في القرآن]

أولى القرآن الكريم الأسرة اهتماما كبيرا باعتبارها اللبنة الأولى من لبنات الأمة، ومن البدهي أن البناء يستمد قوته من قوة لبناته وضعفه من ضعفها، فكلما كانت الأسرة قوية متماسكة ذات مناعة تجاه الأوبئة الخلقية والانحرافات الاجتماعية بني صرح الأمة قويا منيعا وإذا كانت الأسرة ضعيفة

<<  <   >  >>