للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منحلة كان انحلال الأمة وتفسخها نتيجة طبيعية لذلك، لذا لم يترك القرآن الكريم جانبا من شئونها إلا وتوجه له بالتوجيه والتسديد:

أ- جعل القرآن الكريم الزواج أصل نشوء الأسرة ومن هنا أخذ الزواج نفس العناية التي أخذتها الأسرة وأسبغ عليه نفس القدسية والجلال، يقول تعالى: وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (٧٢) [النحل: ٧٢].

وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٢١) [الروم: ٢١].

وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدالَ زَوْجٍ مَكانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً (٢٠) وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضى بَعْضُكُمْ إِلى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً (٢١) [النساء: ٢٠ - ٢١].

ب- ولما كان للزواج هذه الأهمية فقد عني القرآن الكريم بجملة من الوسائل التي من شأنها إذا روعيت أن تقوي الحياة الزوجية وتدعم استمرارها وتحول بين تدهورها وانحلالها.

من هذه الوسائل ما يجب مراعاته في الزواج منذ اللحظة الأولى، لحظة التفكير فيه والتوجيه إليه والعزم عليه، ومنها ما يجب مراعاته بعد أن يتم عقد الزواج وتسير الحياة الزوجية في طريقها، ومنها ما يجب مراعاته حين الشعور بمبدإ الزعزعة والاضطراب فترجع النفوس عن غيها وتقف في جانب المحافظة ودوام الاتصال بدلا من الاندفاع في الغضب والانحلال.

أما إذا لم تتسع ساحة الدار للشقاق والخلاف بين الزوجين فقد أمر الله بعرض النزاع على المهتمين بشئون الزوجين من القرابة لإيجاد الحل الذي يحفظ على الزوجين ودّهما ويعيد المياه إلى مجاريها.

وإن كانت الأخرى فلكي يمضي كل في سبيله وقد عرف ما له وما عليه فلا ضيم ولا ظلم ..

<<  <   >  >>