للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جميع جوانبه، وهو مكوّن من الغشاء المخاطي المبطن للرحم، وسمي الساقط لأنه يسقط ويخرج مع دم النفاس.

فسبحان من خلق فسوى، وقدر فهدى وجلّ جلاله وعظمت حكمته .. :

أَفَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ (٥٨) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ (٥٩) [الواقعة: ٥٨ - ٥٩].

[النشأة الجنينية]

يقول تعالى: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ (١) مِنْ طِينٍ (١٢) ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ (١٣) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ (١٤) [المؤمنون: ١٢ - ١٤].

تشير الآيات الكريمة إلى أطوار التكوين السبعة التي يمر فيها الإنسان حتى يصبح بشرا سويا. ولقد أصبحت هذه الأطوار من أهم دراسات العلوم الطبية الحديثة، وكشفت هذه العلوم أسرار التعبير بهذه الألفاظ المخصوصة في هذه الأطوار «نطفة، علقة، مضغة، تكوّن العظام، تكوّن اللحم على العظام».

ولا يتسع المجال لذكر ما قالوه هنا، وإنما نشير إلى مقتطفات من أقوالهم تلقي الضوء على جوانب من أسرار التعبير المعجز.

ولنستمع إلى رأي العلم الحديث في الطب في هذا الصدد فهم أهل الذكر في هذا المجال:

يقول الدكتور محمد علي البار في كتابه القيم «خلق الإنسان بين الطب والقرآن».

من هذه الآيات (٢) الكريمة نستطيع أن نحدد معالم أطوار الجنين


(١) في «مفردات» الراغب: .... وقوله تعالى: مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ أي من الصفو الذي يسلّ من الأرض.
(٢) آيات سورة: السجدة، الانفطار، آل عمران، الحج، المؤمنون.

<<  <   >  >>