ويقصد بنظم القرآن طريقة تأليف حروفه، وكلماته، وجمله، وسبكها مع أخواتها في قالب محكم، ثم طريقة استعمال هذه التراكيب في الأغراض مع أخواتها في قالب محكم، ثم طريقة استعمال هذه التراكيب في الأغراض التي يتكلم عنها، للدلالة على المعاني بأوضح عبارة في أعذب سياق وأجمل نظم.
والفرق بين الأسلوب والنظم: أن دائرة الأسلوب أوسع وأشمل ولا يدرك الأسلوب بالجملة الواحدة (١)، بينما النظم يمكن إدراكه في الجملة الواحدة بل وحتى في الكلمة الواحدة.
إن المتأمل في حروف القرآن الكريم وكلماته لا يجد فيها شيئا خارجا عن المألوف المتداول في لغة العرب قديما وحديثا، ولكن عند ما نتلو آيات الله نشعر أن للعبارة القرآنية كيانا خاصا بنى عليه تراكيبه ورسم معالم صورة نظمه الفريد على هذا الكيان الفريد.
فالكلام كما عهدته العرب شعر ونثر وما هو بين الشعر والنثر وهو السجع، ولو كان لإنسان عربي أن يتكلم أو يكتب أو يعلم أو يشرع أو يلفظ لما خرج في نظم كلامه أو تأليفه عن أخذ هذه الأنواع المعهودة عند العرب.