للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأول: دلالة الكلمة الموضعية الذي سماه (صوت النفس) أي المناسبة بين الكلمة ومدلولها.

الثاني: الدلالة العقلية للكلمات في الجملة والذي سماه (صوت العقل) وهي دلالة الكلمة البيانية.

الثالث: تفاوت الجمل في دقة التصوير والإبداع، والذي سماه (صوت الحسّ) وهو أبلغ الثلاث.

ويقول الرافعي:

(إن القرآن قد حاز القدر المعجز من هذا الجانب بل هو روح الإعجاز في القرآن الكريم فالقرآن يبادرك الروعة في كل جزء منه، كما تبادرك الحياة في كل حركة للجسم الحي) (١).

(ولو تدبرت ألفاظ القرآن الكريم في نظمها، لرأيت حركاتها الصرفية واللغوية تجري في الوضع والتركيب، مجرى الحروف أنفسها فيما هي له من أمر الفصاحة، فيهيّئ بعضها لبعض، ويساند بعضها بعضا، والتي لا تجدها إلا مؤتلفة مع أصوات الحروف، مساوقة لها في النغم الموسيقى) (٢).

[الجمل وكلماتها]

تحدث الرافعي عن التنسيق في انتظام الكلمات في الجملة، والتعابير تتفاوت في الفصاحة والبلاغة والحسن والجمال، بمقدار التنسيق الموجود في الجمل التي تتألف فيها .... وأسلوب القرآن بلغ في هذا التنسيق حد الإعجاز، وإنما اطرد ذلك للقرآن من جهة تركيبه الذي انتظم أسباب الإعجاز، من الصوت في الحرف إلى الحرف في الكلمة إلى الكلمة في الجملة، حتى يكون الأمر مقدّرا على تركيب الحواس النفسية في الإنسان تقديرا يطابق وضعها وقواها وتصرفها) (٣).


(١) «إعجاز القرآن» للرافعي، ص ٢٢١، وما بعدها بتصرف.
(٢) المرجع السابق ص ٢٢٧.
(٣) «إعجاز القرآن» للرافعي، ص ٢٣٧.

<<  <   >  >>