تصدّى علماء أهل السنّة والجماعة للرد على القائلين بالصرفة النافين للإعجاز الذاتي عن القرآن الكريم، وكان أسلوبهم في هذا الرد مشابها لأساليب علماء المعتزلة الذين تولّوا الردّ على النظام وأتباعه حيث كان الطابع العام في هذه الردود بشكل عام:
١ - هو التوجه إلى بيان أساليب العرب في الكلام في شعرهم وخطبهم وكلامهم المنثور، ثم أخذ نماذج من هذا الكلام ودراسته وبيان وجوه البلاغة فيه واستنباط ألوان من المجاز والتشبيه والاستعارة والكناية والسجع والتضمين وغير ذلك من أفانين القول فيه.
ثم مقارنة كل ذلك بما ورد في القرآن الكريم من ألوان بلاغته وإبراز مزايا ما ورد في القرآن الكريم على سائر الكلام، وأن المستوى الرفيع المذكور خارج عن طوق البشر معجز لقدرات المخلوقين.
٢ - دراسة نماذج من الآيات الكريمة وبيان طريقة نظم الألفاظ واختيار الكلمات للدلالة على المعاني الجليلة التي لا عهد للبشر في طرقها والتعرض لها، فهي هدايات قرآنية جليلة اختص القرآن الكريم بها.
نلحظ هذا الاتجاه في المناقشة والرد من خلال مؤلفات علماء اللغة وعلم الكلام والأدب والفقه والتفسير. فانظر مثلا في كلام ابن قتيبة في كتابه «تأويل مشكل القرآن»، وكذلك في كلام الخطّابي في رسالته «بيان إعجاز القرآن» فهم يبدءون بالحديث عن البلاغة وعلومها وضرب الأمثلة