إن الإشارات التي وردت في ثنايا آي الذكر الحكيم تتحدث عن بديع صنع الخالق سبحانه وتعالى في هذا الكون الفسيح في مختلف مجالاته، وتتحدث عن النفس الإنسانية وأعماقها وعواطفها ومشاعرها.
بلغت هذه اللفتات والإشارات من السعة والشمول مبلغا لا تستطيع أجيال من العلماء الإحاطة بها مهما أوتوا من وسائل وإمكانيات وجهود وطاقات، فهي من الشمول
بحيث تمتد في البعد الزمني إلى أصل الكون بمجراته وأفلاك نجومه وكواكبه.
ومن الإحاطة بحيث تتعرض للأنظمة المرئية وغير المرئية التي تسير عليها الكائنات الحية والجمادات من رياح، وسحب، وبحار، ونبات، وحيوان، وإنسان، وبلغت هذه الإشارات والتلميحات مبلغا من الدقة بحيث تعجز أحدث الوسائل والمختبرات العلمية عن متابعة هذه الحقائق، وكما رأينا من الأمثلة المتقدمة يقف العلم التجريبي الحديث فاغرا فاه عند بعض هذه الحقائق الدقيقة.
إن سوق القرآن الكريم هذه الحقائق بهذه السعة والشمول، وبهذه الدقة المتناهية يحمل كل صاحب عقل منصف إلى القول بأن هذا تنزيل العزيز الحكيم الذي أحاط بكل شيء علما.
إن البشرية كلها عاجزة عن الإحاطة بهذه الحقائق والوصول إلى ماهيتها وأسرارها، فهل يعقل أن يكون هذا القرآن من عند رجل أمي عاش