إلى جانب تقوية صلة الفرد بالله سبحانه وتعالى وتزكية روحه والتسامي على الأهواء والنزوات المنحطة.
قرر القرآن الكريم من التشريعات التفصيلية للفرد والمجتمع ما يقطع دابر الشقاق والخلاف بين المسلمين، وإن وقع شيء من ذلك ضيق هوّة النزاع بين المتخاصمين للحيلولة دون انتشاره واستمراره.
فمن أجل ذلك جاءت التشريعات لصيانة دماء الناس فيما بينهم فشرع القصاص في النفس والأعضاء بقوله تعالى:
وشرع من الأحكام ما صان أعراض الناس وحذر من انتهاكها ولم يبحها إلا بعقد الزوجية أو ملك اليمين، يقول تعالى: الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٢) الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلَّا زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (٣)[النور: ٢ - ٣].
كما سن القرآن الكريم من التشريعات ما يحفظ أموال الناس ويمنع من الاستيلاء عليه عن طريق الغش والخداع والنصب والإكراه وحيل الربا وأنواع الاستغلال الحرام، يقول تعالى: وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ وَتُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١٨٨)[البقرة: ١٨٨].