وقد تضمن القرآن الكريم من أحكام العبادات والمعاملات والحدود والقصاص ما يقوي أواصر الجماعة ويثبت روح التعاون والتعاضد بين أفرادها ويعودهم على النظام والطاعة والانقياد للقيادة المؤمنة العليا في المجتمع الإسلامي، ويتجلى ذلك في تشريعات الصلاة والزكاة والصوم والحج ....
ففي الصلاة تربية الفرد على النظام وتلقي الأوامر من الرئيس المباشر (الإمام)، ولعل هذا المعنى أثر في نفس عدو الله رستم في القادسية عند ما كان يراقب الجيش الإسلامي وهو يؤدي صلاة الجماعة صفوفا خلف الإمام حيث قال:(لقد مزق عمر كبدي، يعلم الأعراب النظام).
وفي الزكاة قضاء على الحقد والبغضاء بين الطبقات وإشعار بتكافل المسلمين وتضامنهم.
وفي الصوم إشعار بوحدة الأمة وتعويد لها على الصبر وقوة الإرادة وتنمية مراقبة الله تعالى في السر والعلن.
وفي الحج إبراز المساواة بين الناس وتذكيرهم بالموقف الأكبر وإظهار للمساواة بين المسلمين، ووحدة أمتهم الإسلامية على اختلاف ألوانها وأجناسها وتحقيق لقوله تعالى: إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (٩٢)[الأنبياء: ٩٢].