للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كل ذلك يؤكد وحدة أصل الكون المادي. وأصبح ذلك حقيقة علمية عندهم ولكنهم لم يستطيعوا تحديد الحالة الأولية لهذه المواد التي كانت عليها قبل تجمّعها في مجموعات من النجوم والكواكب والمجرّات ولن يستطيعوا ذلك إلا ظنا وتخمينا. يقول تعالى:* ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً (٥١) [الكهف: ٥١].

وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا الأصل الموحد وساق حقائق كونية في غاية الوضوح، يقول تعالى: أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ (٣٠) وَجَعَلْنا فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنا فِيها فِجاجاً سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (٣١) وَجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آياتِها مُعْرِضُونَ [الأنبياء: ٣٠ - ٣٢].

ويفصل في آيات أخرى مراحل الخلق والتكوين، فيقول جلّ جلاله:

ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ (١١).

لم يصل العلم الحديث للآن إلى معرفة أصل الوجود المادي للكون على الرغم من توصل العلم إلى نجاحات كبيرة في المسائل التطبيقية والاستفادة من دراسة خصائص المادة واستخدام الطاقات الكونية المختلفة.

فنحن نعرف طرقا شتى لاستخدام الكهرباء في التدفئة والعلاج والإنارة وإدارة الآلات وتسيير القاطرات والسيارات وغير ذلك من الاستخدامات إلا أننا لا نعرف تماما ما هي الكهرباء.

وقل مثل ذلك في الضوء والحرارة ..

فنطلق على كل ذلك لفظا مبهما هو الطاقة التي أودعت بين ثنايا الكون وأرجائه المختلفة. «ويمكن أن يتحول بعضها إلى بعض، إلا أنه لا يمكن خلقها أو استحداثها من العدم».

وعلى الرغم من محاولة العلم الحديث التعرف على اللبنات الأولى

<<  <   >  >>