للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقرب أحد الفلكيين أحجام الكواكب والنجوم إلينا بمثال حسي مصغر فيقول:

لو أننا أردنا وضع نموذج صغير جدا للكون نجعل فيه الأرض بحجم حبة الخردل فإن القمر سيكون ذرة بحجم ربع حبة الخردل، وعلى مسافة بوصة واحدة ستكون الشمس بحجم التفاحة وبقية الكواكب السيارة ستتباعد وتقترب من حجم الذرة إلى أكبر من ذلك. ومسافاتها عن الشمس تختلف بين عشرة أقدام إلى ربع ميل، هذه المجموعة الشمسية على نموذج نصف ميل، وبعدها لا بد أن تقطع فضاء على هذه النسبة نفسها- مساحته أعرض من قارة أمريكا حتى تستطيع أن ترى جرما سماويا، وهكذا تبتعد النجوم بعضها عن بعض بحيث إن نموذجا مساحته مساحة الكرة الأرضية لا يتسع لأكثر من ثلاثة نجوم على فرض أن حجم الكرة الأرضية فيه بحجم حبة الخردل. فما بالنا بالمساحة التي عليها أن تكفي وتحتوي على مائة مليون نجم مثلا؟! (١).

وهذا العدد الهائل من النجوم ما يمكن رؤيته بالعين المجردة، وما لا يرى إلا بالمجاهر والأجهزة، وما يمكن أن تحس به الأجهزة دون أن تراه، وكلها تسبح في الفلك الغامض ولا يوجد أي احتمال أن يقترب مجال مغناطيسي لنجم من مجال نجم آخر أو يصطدم بكوكب آخر إلا كما يحتمل تصادم مركب في البحر الأبيض المتوسط بآخر في المحيط الهادي يسيران في اتجاه واحد وبسرعة واحدة، وهو احتمال بعيد وبعيد جدا، إن لم يكن مستحيلا (٢).

هذا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي ماذا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (١١) [لقمان: ١١].


(١) «وجوه من الإعجاز القرآني» لمصطفى الدباغ ص ٨٩.
(٢) «الله والعلم الحديث» لعبد الرزاق نوفل، نقلا عن «لفتات علمية من القرآن» ص ١٩.

<<  <   >  >>