وأن كل واحد منهم حامل لتبعات أخيه ومحمول على أخيه، فيسأل عن نفسه ويسأل عن غيره.
وهذا قانون من قوانين الاجتماع الراقي، ومن المقومات التي توفر الحياة السعيدة الكريمة للأمة وتوفر لها المناخ الملائم لأداء دورها في الحياة.
وقد أشار القرآن الكريم إلى شعبتي التكافل الاجتماعي ودعا إلى القيام بهما:
أما الشعبة الأولى فهي الجانب الأدبي في التكافل. وهي تبرز تكافل المسلمين وتعاونهم على إحقاق الخير وتأييده ونصرته وكسر شوكة الباطل واجتثاث جذوره والقضاء عليه. إنه دعامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يقول تعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٧١)[التوبة: ٧١].
إن سنّة الله في المجتمعات هي أن أفراد المجتمع إن لم يسندوا أولي الأمر في محاربة الباطل، وإقامة العدل، والأخذ على يد الظلمة والفسقة، إن لم يقوموا بما كلفهم الله به استشرى الباطل وعجز السلطان عن تنفيذ الأحكام فكان مصير الأمة الدمار والخراب فَلَوْلا كانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا ما أُتْرِفُوا فِيهِ وَكانُوا مُجْرِمِينَ (١١٦)[هود: ١١٦].
وأما الشعبة الثانية في التكافل الاجتماعي فشعبة مادية. وسبيلها على مستوى الفرد في الجماعة الإسلامية هو أن يمد يد المعونة في حاجة المحتاج وإغاثة الملهوف وتفريج كربة المكروب وتأمين الخائف وإطعام الجائع، وقد حث القرآن الكريم على هذا التعاون المادي واستنهض الهمم فيه، يقول جل جلاله:* لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمالَ عَلى