للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكون على منهج خالق الكون، فإذا اضطرب أمرها واندثرت معالم الحق منها كانت مهمة الرسل عليهم الصلاة والسلام بيانه لها، فإن صممت على السير في متاهات الحياة على غير بصيرة اقتضت مصلحتها أن تعاد إلى الطريق السوي بالقوة.

فالنظرة الإسلامية إلى الإنسان نظرة شفقة وعطف ورحمة، والمسلمون حين يدعون الناس إلى الإسلام إنما يريدون لهم الخير والفلاح، فإن أصر الناس على معاندة الحق وتنكب طريق الفلاح كانت النظرة الإسلامية العلاجية لمثل هذه الحالات إعلان الجهاد في سبيل إحقاق الحق وإزالة العقبات أمام الدعوة والدعاة ورفع الظلم والاضطهاد عن المستضعفين. وإلى هذه الغايات تشير الآية الكريمة: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (٣٩) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (٤٠) [الحج: ٣٩ - ٤٠].

والناس أمام دعوة الحق فئات، وقد أشار القرآن إلى الموقف الذي ينبغي اتخاذه تجاه كل فئة.

١ - فمنهم الذين يقفون في وجه دعوة الحق موقف العداء، ويحاولون الاعتداء على بيضة الإسلام في أرض المسلمين، أو يمنعون الدعاة من إبلاغ الدعوة إلى الشعوب بالاعتداء عليهم وإخراجهم من أرض الله، أو يفتنون المسلمين من سكان بلادهم عن دينهم بمنعهم من إقامة شعائر دينهم، فهؤلاء المحاربون الذين حث القرآن على قتالهم بكل وسائله وطرقه بالهجوم على مآمنهم والقصد إلى مكامنهم، وفي ذلك يقول الله سبحانه وتعالى: فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٥) [التوبة: ٥].

<<  <   >  >>