للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مطابقة ما ورد في القرآن لما ورد في الكتب السابقة، كما في قوله تعالى:

وَما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (٣٧) [يونس: ٣٧].

وهناك أهداف تبعية لغيب الماضي مثل:

أ- تثبيت فؤاد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإدخال الطمأنينة إلى قلبه أن منهجه هو منهج الأنبياء والرسل السابقين، وأن ما يلاقيه من عنت المشركين وعنادهم هو سنّة الله في جميع الأقوام. كما في قوله تعالى: وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ وَجاءَكَ فِي هذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ (١٢٠) [هود: ١٢٠].

ب- تربية الأمة وتهذيبها من خلال العظات والعبر التي ترد في قصص السابقين كالإخلاص والتوكل في قصة إبراهيم عليه السلام، والبر والوفاء والطاعة في قصة إسماعيل عليه السلام والصبر والتحمل في قصة أيوب عليه السلام ...

ج- تنمية المشاعر النبيلة والاستمتاع الوجداني والتسلية والترويح من خلال هذا الزاد الثقافي العظيم، كما في قوله تعالى بعد قصة يوسف عليه السلام لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ ما كانَ حَدِيثاً يُفْتَرى وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (١١١) [يوسف: ١١١]، وقوله تعالى: وَكَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَها فَتِلْكَ مَساكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوارِثِينَ (٥٨) [القصص: ٥٨].

د- إبراز وجه من وجوه الإعجاز البياني للقرآن الكريم، فالقصة الواحدة تتكرر أحيانا عدة مرات، وتحس في كل مرة بقضايا وأمور جديدة مع الحفاظ على أصل القصة، ومن غير تناقض في وقائعها، ويؤدى ذلك كله بأسلوب معجز، وهذا ليس في قدرة البشر، يقول الإمام فخر الدين الرازي: ( .. إنه كان يذكر القصة الواحدة مرارا مختلفة بألفاظ مختلفة،

<<  <   >  >>