للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القرآن وإنما كتب ثلاثة كتب لها علاقة وثيقة بإعجاز القرآن، وهي:

١ - «أسرار البلاغة».

٢ - «دلائل الإعجاز».

٣ - «الرسالة الشافية».

ولقد عمد عبد القاهر الجرجاني إلى البحث عن البلاغة ووجوهها وأساليبها للارتقاء بالذوق البلاغي عند القارئ ومن ثم ليضع يده على موطن البلاغة في كل كلام بليغ سواء كان هذا الكلام شعرا أو نثرا أو خطبة. ويبرز وجه الحسن في الكلام من خلال أمثلة مختارة. وبعد ذلك يلتفت من خلال تلك المقدمات والأمثلة إلى إعجاز القرآن الكريم ورأيه في ذلك.

وسننقل رأيه في الإعجاز الذي عرضه عرضا مفصّلا بعد أن أورد أقوال السابقين في بيان وجه الإعجاز في القرآن وأكثر من ضرب الأمثلة على ما ذهب إليه ثم ناقش الاعتراضات التي يمكن أن تورد على نظريته هذه.

وكأن عبد القاهر الجرجاني شعر بأن السابقين الذين كتبوا في نظم القرآن وبيان إعجازه قد أكثروا من الحديث عن الجانب اللفظي، ولم يتناولوا جانب المعاني إلا لماما. فحصر جهده وكتاباته على إبراز جانب المعاني، يقول عبد القاهر في هذا الصدد:

( ... وإذا ثبت أنه في النظم والتأليف، وكنا قد علمنا أن ليس النظم شيئا غير توخي معاني النحو وأحكامه فيما بين الكلم، وأنا إن بقينا الدهر نجهد أفكارنا حتى نعلم للكلم المفردة سلكا ينظمها، وجامعا يجمع شملها ويؤلفها، ويجعل بعضها من بعض، غير توخي معاني النحو وأحكامه طلبنا ما كل محال دونه).

ويقصد الجرجاني بالنحو دلالته الواسعة بحيث يشمل علم النحو وعلم البلاغة. وفيما يلي جملة من الأمثلة التي ساقها الجرجاني لإبراز وجهة نظره في وجه إعجاز النظم القرآني:

<<  <   >  >>