للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فانظر كيف يسعد المسلم بالخير الذي يناله أخوه، ويسعى لبشارته، فنسأل الله لنا ولكم العافية، هذه سعاية بالحق والصدق والخير، لا السعاية بالباطل والإثم والعدوان.

إخوتاه ..

الساعي منقوص إن كان صادقاً لهتكه العورة، وإضاعته الحرمة، ومعاقب إن كان كاذباً لمبارزته الله بالبهتان وشهادة الزور، فالنمام مريض ينبغي أن نعالجه، فإن لم يكن ثم دواء فعلينا أن نستأصل هذا العضو حفاظاً على بقية الجسد.

إخوتاه ..

أين هؤلاء من صدى صوت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: " لا يدخل الجنة قتات " (١) " لن يدخل الجنة نمام " (٢)؟!

أين هؤلاء من قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " المؤمن مرآة المؤمن، المؤمن أخو المؤمن، يكف عليه ضيعته، ويحوطه من ورائه " (٣)

ألا يخشى هؤلاء من تهديد ووعيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " يا معشر من آمن بلسانه ولم تؤمن قلوبهم لا تتبعوا عورات المسلمين، فإن من تتبع عورة المسلم تتبع الله عورته " (٤) نعم هؤلاء مَرضى، والذي يقبل منهم أشد مرضاً وأسوأ خلقاً، أليس من


(١) متفق عليه، أخرجه البخاري (٦٠٥٦) ك الأدب، باب ما يكره من النميمة، ومسلم (١٠٥) ك الإيمان، باب بيان غلظ تحريم النميمة.
(٢) أخرجه مسلم في الموضع السابق.
(٣) أخرجه أبو داود (٤٩١٨) ك الأدب، باب في النصيحة والحياطة، والبخاري في الأدب المفرد (٢٣٩) باب المسلم مرآة أخيه. والحديث حسنه الشيخ الألباني في صحيح الأدب المفرد (١٧٨).
(٤) أخرجه أبو داود (٤٨٨٠) ك الأدب، باب في الغيبة، والإمام أحمد (٤/ ٤٢١)، وصححه الشيخ الألباني - رحمه الله - في صحيح الجامع (٧٩٨٤).

<<  <   >  >>