هؤلاء من قتل أمير المؤمنين عثمان بن عفان - رضي الله عنه - بعد أن قاموا بعملية إحصاء دقيقة لكل اجتهاداته، وصوروها بحسب ما يتخيلون بعقولهم المريضة، وما يظنون من قِبل قلوبهم الضعيفة فاتخذوا ذلك سلماً للفتنة.
لما قتل عثمان بن عفان - رضي الله عنه - صعد حذيفة بن اليمان على المنبر فخطب فقال: اللهم العن قتلته وشتامه، اللهم إنا كنا نعاتبه ويعاتبنا، فاتخذوا ذلك سلماً إلى الفتنة، اللهم لا تمتهم إلا بالسيوف.
إخوتاه
لا ينبغي أن تتخذ الأخطاء سلماً إلى الفتنة، نحن في وقت نحتاج فيه لتأليف القلوب لا إشاعة الفتن، فأين هؤلاء من قول الله تعالى " إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُون"[النور/١٩]؟!!
إنَّ الأبواب كلها مغلقة، والطرق كلها مسدودة أمام النمام إلا أن يتوب إلى الله جل وعلا، " والله تعالى يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار "(١)
حبيبي في الله ..
لا تبسط يدك إلا إلى خير، ولا تقل بلسانك إلا معروفاً. يقول الفضيل بن عياض: لم يُدرك عندنا ما أُدرِك إلا بسخاء النفس وسلامة الصدر والنصح للمسلمين.
بمعنى أن الدرجة العليا من الإيمان لا تُنال إلا بهذه الثلاثة، إنها وصية غالية لمن أراد سلوك الطريق الآمنة التي يتحصل فيها الإيمان، وتغسل فيها الخطايا والذنوب العظام.
(١) أخرجه مسلم (٢٧٥٩) ك التوبة، باب قبول التوبة من الذنوب.