للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المؤْمِنِينَ " [المائدة / ٥٤]، وكيف تكون ذليلا على المؤمنين وأنت لا تعفو عنهم؟!!

إخوتاه ..

من الواجبات الضرورية للمسلم على أخيه " الوفاء "، فإذا هجرك أخوك أو أساء إليك فلا تنسى سابق إحسانه.

عن عائشة قالت: جاءت عجوز إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو عندي. فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أنت؟ قالت أنا جثامة المزنية، فقال: بل أنت حسانة المزنية، كيف كنتم؟ كيف حالكم؟ كيف أنت بعدنا؟ قالت: بخير بأبي أنت وأمي يا رسول الله. فلما خرجت قلت: يا رسول الله تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال. فقال: إنها كانت تأتينا زمن خديجة وإنَّ حسن العهد من الإيمان (١).

وتقول أمنا عائشة ـ رضي الله عنها ـ كان النبي إذا ذكر خديجة أثنى عليها فأحسن الثناء، قالت: فغرت يوما. فقلت: ما أكثر ما تذكرها حمراء الشدق قد أبدلك الله عز وجل بها خيرا منها.

قال: ما أبدلني الله عز وجل خيرا منها، قد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله عز وجل ولدها إذ حرمني أولاد النساء (٢).

فالمقصود أنَّ الوفاء مطلوب، وهو من المعاني المفقود ـ أيضا ـ في حياة المسلمين في هذا الزمان.

قال الإمام الشافعي: احفظ وداد من عاملك لحظة، ولا تنسَ جميل من أفادك لفظة. هذا هو الوفاء حقا اللهم اجعلنا من عبادك الأوفياء.


(١) أخرجه الحاكم (١/ ١٥ - ١٦) وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وصححه الألباني ـ رحمه الله ـ في الصحيحة (٢١٦).
(٢) أخرجه الإمام أحمد (٦/ ١١٧)، وقصة غيرتها ثابتة في الصحيحين وغيرهما .....

<<  <   >  >>