قال: يتخير مما جاء في الخبر. فعاودته، فقال: ما في الخبر ". نقله ابن تيمية - ومن خطه نقلت - " مجموع " (٦٩/٢١٨/١) ، واستحسنه؛ قال: " فإن اللام في " الدعاء " للدعاء الذي يحبه الله ليس لجنس الدعاء ". إلى آخر كلامه. ثم قال: " فالأجود أن يقال: إلا بالدعاء المشروع المسنون، وهو ما وردت به الأخبار، وما كان نافعاً ". قلت: وهو كما قال؛ لكن معرفة ما كان نافعاً من الدعاء يتوقف على العلم الصحيح، وهذا قلَّ من يقوم به؛ فالأولى الوقوف عند الدعاء الوارد؛ لا سيما إذا كان فيه ما يريده الداعي من المطالب. والله أعلم} . ١- هو من حديث عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يدعو في الصلاة: ... فذكرته. أخرجه البخاري (٢/٢٥٣) ، ومسلم (٢/٩٣) ، {وأبو عوانة [٢/٢٣٦ - ٢٣٧] } ، وأبو داود (١/١٤١) ، والنسائي (١/١٩٣) ، والبيهقي (٢/١٥٤) ، وأحمد (٦/٨٨ - ٨٩) من طريق الزهري عن عروة عنها. (١) قال القاضي عياض رحمه الله: " دعاء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واستعاذته من هذه الأمور التي قد عُوْفِيَ منها وعُصِمَ؛ إنما فعله ليلتزم خوف الله تعالى، وإعظامه، والافتقار إليه، ولتقتدي به أمته، وليبين لهم صفة الدعاء، والمهم منه. والله أعلم ". كذا في " شرح مسلم ". (٢) فيه إثبات عذاب القبر وفتنته. وهو مذهب أهل السنة، وأكثر المعتزلة؛ خلافاً لمن نفاه؛ كالخوارج، وبعض المعتزلة.