وأما قيامه في التطوع؛ ففيه حديث حفصة زوج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنها قالت: ما رأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلَّى سبحته قاعداً قط، حتى كان قبل وفاته بعام؛ فكان يصلي في سبحته قاعداً، ويقرأ بالسورة، فيرتلها؛ حتى تكون أطولَ مِن أطولَ منها. أخرجه مالك (١/١٥٧) عن ابن شهاب عن السائب بن يزيد عن المطلب بن أبي وَداعَةَ السَّهْمِي عنها. ومن طريق مالك أخرجه مسلم (٢/١٦٤) ، والنسائي (١/٢٤٥) ، والترمذي في " السنن " (١/٢١١ - ٢١٢) وفي " الشمائل " (٢/٩٩) ، وكذا الإمام محمد في " موطئه " (ص ١١٢) ، والبيهقي (٢/٤٩٠) ، وأحمد (٦/٢٨٥) ؛ كلهم عنه به. ثم أخرجه مسلم، وأحمد من طريق معمر عن الزهري به. ومن اللطائف في هذا الإسناد: أن فيه ثلاثة من الصحابة على نسق واحد يروي بعضهم عن بعض: السائب، والمطلب، وحفصة. رضي الله عنهم أجمعين. (٢) أي: خاشعين ذَلِيْلِيْنَ مُسْتَكِيْنِيْنَ بين يديه. وهذا الأمر مستلزم ترك الكلام في الصلاة؛ لمنافاته إياها. ولهذا لما امتنع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الرد على ابن مسعود حين سلم عليه وهو في الصلاة؛ اعتذر إليه بذلك، وقال: " إن في الصلاة لشغلاً " (*) . كذا في " تفسير ابن كثير ".