للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

..............................................................................


فالحاصل أن الله تعالى يصلي على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلاة مماثلة لصلاته على إبراهيم عليه
الصلاة والسلام وآله، وكلما دعا عبد؛ فلا تنحصر الصلوات عليه من ربه التي كل منها
بقدر ما حصل لإبراهيم وآله؛ إذ لا ينحصر عدد من صلى عليه بهذه الصلاة.
وكان رحمه الله لا يفتر لسانه عن الإتيان بهذه الصلاة " (١) .
قلت: فَلْيَعْتبِر بكلام السبكي هذا أولئك الذين يضيعون على أنفسهم هذه الأجور
والفضائل بإعراضهم عن الصلوات الإبراهيمية - إلا في الصلاة -، ويتمسكون بصلوات
بدعية ما أنزل الله بها من سلطان؛ كصلاة الفاتح لِمَا أُغلق، والصلاة النارية، والصلاة
الطِّلَّسْمِيَّة المتضمنّة لفكرة وحدة الوجود، وصلاة ابن مشيش، وغيرها كثير. ولا يخلو
أكثرها من شرك وإضلال، وقد تولى بيان ذلك الأستاذ الفاضل عبد الرحمن الوكيل في
مجلة " الهدي النبوي " في أجزاء هذه السنة (٦٧ هـ) ، تحت عنوان (طواغيت) ؛ فليراجعها
من شاء التمسك بهديه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فإن مثل هذه الأبحاث قلما كُتب مثلها. فجزى الله
جامعها خير الجزاء.
الفائدة الخامسة: السنة في هذه الصلوات أن يؤتى بهذه مرة، وبهذه أخرى؛
كأدعيهَ الاستفتاح، والتشهدات وغيرها، لا أن يجمع بينها في صلاة واحدة - كما ذهب
إليه بعض المتأخرين -؛ فإن ذلك يستلزم الإتيان بصفة لم ترد عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، {وذلك بدعة
في الدين} . قال الأذرعي:
" الأفضل لمن تشهد أن يأتي بأكمل الروايات، ويقول كل ما ثبت؛ هذا مرة، وهذا
مرة. وأما التلفيق؛ فإنه يستلزم إحداث صفة في التشهد لم ترد مجموعة في حديث

<<  <  ج: ص:  >  >>