" أقرب: مبتدأ خبره محذوف وجوباً؛ لسد الحال مسده، فهو مثل قولهم: أخطب ما يكون الأمير قائماً؛ إلا أن الحال - ثمة - مفرد، وههنا جملة مقرونة بالواو. وإنما كان العبد أقرب إلى رحمة الله تعالى حالة السجود؛ لأنها غاية التذلل، والاعتراف بعبوديته، وكانت مظنة الإجابة؛ ولذا أمر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله: " فأكثروا الدعاء فيه " ". اهـ. وقد استدل بالحديث من ذهب إلى أن السجود أفضل من القيام، وقد سبق ذكرهم هناك، وذكرنا كلام السندي في الجمع بين الأدلة. فراجعه [ص ٤٠٦ - ٤٠٧] . (٢) هو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. أخرجه مسلم (٢/٤٩ - ٥٠) ، {وأبو عوانة [٢/١٨٠] } ، وأبو داود (١/١٤٠) ، والنسائي (١/١٧٠ - ١٧١) ، والطحاوي (١/١٣٨) ، والبيهقي (٢/١١٠) ، وأحمد (٢/٤٢١) ؛ كلهم من طريق ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن عُمارة بن غَزِيّة عن سُمَيّ مولى أبي بكر: أنه سمع أبا صالح ذكوان يحدث عنه به، والزيادة للبيهقي. وعزاه الحاكم (١/٢٦٣) للشيخين معاً؛ فوهم، وإنما هو من أفراد مسلم. ثم أخرجه الطحاوي من طريق أبي صالح: ثني يحيى بن أيوب به نحوه. {وهو مخرج في " الإرواء " (٤٥٦) } .