للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إطالةُ السُّجود

وكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجعل سجوده قريباً من الركوع في الطُّول، وربما بالغ في

الإطالة لأمر عارض؛ كما قال بعض الصحابة (١) :

" خرج علينا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في إحدى صلاتي العشي -[الظهر

والعصر]- وهو حامل حسناً أو حسيناً، فتقدم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فوضعه [عند

قدمه اليمنى] ، ثم كبر للصلاة، فصلى، فسجد بين ظهرانَيْ (٢) صلاته

سجدة أطالها، قال: فرفعت رأسي [من بين الناس] ؛ فإذا الصبي على ظهر

رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ساجد، فرجعت إلى سجودي، فلما قضى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

الصلاة؛ قال الناس: يا رسول الله! إنك سجدت بين ظهرانَيْ صلاتك [هذه]

سجدة (٣) أطلتها؛ حتى ظَنَنّا أنه قد حدث أمر (٤) ، أو أنه يوحى إليك! قال:

" كل ذلك لم يكن؛ ولكن ابني ارتحلني (٥) ، فكرهت أن أعجله حتى

يقضي حاجته " (٦) .


(١) هو شَدّاد بن الهَاد رضي الله عنه.
(٢) أي: في أثناء صلاته.
(٣) ولفظ الحاكم:
سجدة ما كنت تسجدها؛ أشيء أمرت به، أو كان يوحى إليك؟
(٤) كناية عن الموت، أو المرض.
(٥) أي: اتخذني راحلة بالركوب على ظهري.
" فكرهت أن أعجله ": من التعجيل، أو الإعجال.
(٦) أخرجه النسائي (١/١٧١ - ١٧٢) ، وأحمد (٣/٤٩٣ و ٦/٤٦٧) ، والحاكم (٣/١٦٤) ،

<<  <  ج: ص:  >  >>