الرواية الثانية؛ فهي للترمذي -، ومسلم (٢/٥٥ و ٦٦) ، والنسائي (١/٨٥ و ١٢١) ، والترمذي (٢/١٦٩ - ١٧٠) - وقال: " حسن صحيح " -، وابن ماجه (٣١٧) ، والدارقطني (١٠٢) ، والبيهقي (٢/٢ - ٣) ، والطيالسي (٩٨) ، وأحمد (٤/٢٨٣ و ٢٨٩ و ٣٠٤) من طرق عن أبي إسحاق عنه؛ صرح في بعضها بسماعه منه. فهذا شاهد قوي لرواية تويلة: أن الصلاة كانت صلاة العصر. قال القاضي أبو بكر ابن العربي في " عارضة الأحوذي شرح الترمذي " (٢/١٣٩) : " ووجه الجمع بين اختلاف الرواية في الصبح والعصر: أن الأمر بلغ إلى قوم في العصر، وبلغ إلى أهل قباء في الصبح ". وذكر مثله الحافظ ابن حجر في " الفتح ". واعلم أن في هذا الحديث فوائد كثيرة: منها: أن من كان في صلاة فعلم أنه قد اخطأ القبلة؛ فعليه أن يستدير فيها نحوها، ولو تكرر ذلك مراراً - كما قال به علماؤنا -، وقال الإمام محمد في " الموطأ " - بعد أن ساق الحديث -: " وبهذا نأخذ فيمن أخطأ القبلة حتى صلى ركعة أو ركعتين، ثم علم أنه يصلي إلى غير القبلة؛ فليحرف إلى القبلة، فيصلي ما بقي، ويعتد بما مضى. وهو قول أبي حنيفة رحمه الله ". وفيه: جواز تعليم من ليس في الصلاة مَنْ هو فيها. وأن استماع المصلي لكلام من ليس في الصلاة لا يفسد صلاته. وسيأتي في هذا مثال وأمثلة أخرى في مكان آخر من الكتاب. وفيه فوائد أخرى ذكرها في " فتح الباري ".