دخلت على عائشة رضي الله عنها فحدثتني؛ قالت: بينما أنا قاعدة عند رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جاء ثلاثة نفر من اليهود، فاستأذن أحدهم ... وذكر الحديث، وفيه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " تدرين علامَ حسدونا؟ ". قلت: الله ورسوله أعلم. قال: " فإنهم حسدونا على القبلة التي هُدينا إليها، وضلوا عنها، وعلى الجمعة التي هُدينا لها، وضلوا عنها، وعلى قولنا خلف الإمام: آمين ". وهذا إسناد صحيح. رجاله عند البيهقي رجال مسلم؛ غير عمر بن قيس، وهو ثقة، وكذلك رجال أحمد؛ غير علي بن عاصم، فهو سيئ الحفظ، ولا يضر ذلك هنا؛ فروايته متابعة. وقد نقل المناوي عن الحافظ العراقي أنه قال: " حديث صحيح ". ووقع في رواية البيهقي: (عمرو) ؛ بزيادة: الواو. وقد قال البخاري: " لا يصح ". يعني: أن الصواب: عمر؛ بحذف الواو - كما في رواية أحمد -. ثم أخرجه البيهقي من طريق عبد الله بن ميسرة: ثنا إبراهيم بن أبي حَرَّة عن مجاهد عن محمد بن الأشعث به نحوه باللفظ الأول، وزاد: " واللهم! ربنا لك الحمد ". وعبد الله بن ميسرة: ضعيف - كما في " التقريب " وغيره -. وأما حديث ابن عباس: فأخرجه ابن ماجه عن طلحة بن عمرو عن عطاء عنه مرفوعاً. قال في " الزوائد ": " إسناده ضعيف؛ لاتفاقهم على طلحة بن عمرو ".