أما بقية الأوراق التالفة أطرافُها؛ فقد عملنا على تَرْميمِها وإصلاحها،
وبفضل الله تعالى كان أغلب التلف في الحواشي الخالية من الكتابة، وما
ناله التلفُ - على قِلَّته - استطعنا تداركه بطرق مختلفة؛ فلم نخسر شيئاً مما
كتبه الشيخ رحمه الله - ولله الحمد -.
وأمّا الخط فهو مكتوب بالحبر السائل، دقيقٌ مقروءٌ بصفة عامة، إلا في بعض
المواضع من الصفحات الشفافة المشار إليها آنفاً، فكان يُقرأ بشيء من الصعوبة.
هذا، وقد وجدنا بعض الورقات المُبَيَّضة عن أصل الشيخ رحمه الله،
مرقمةً زوجياً من (ص ١٢ - ١٦) بورق أَحْدَثَ من الورق الأصلي - وهي تقابل
هنا (ص ٥٨ - ٧٧) -، وعليها بعض الملاحظات والتعديلات بخطِّ الشيخ
رحمه الله، فيبدو أنه قد كلَّف أحدَهم بتبييضها من الأصل، فعدَّلنا الأصل
بعد صَفِّه وفقاً لها، ويا للأسف! فيبدو أن ما قبلها مفقود، وما بعدها مفقود
أيضاً، أو لم يتم. والله أعلم.
وفد قمنا بدراسة المخطوطة دراسة دقيقة؛ فألحقنا الملاحق المضافة من
الشيخ في مواضعها، وتأكدنا من تتابع الأبحاث في المتون والحواشي، وقد
وجدنا ورقة ناقصة - وللأسف الشديد - هي (١٣) بترقيم الشيخ، ومادتها هي
المشار إليها هنا (ص ١٠٨ و ١١٠) .
وأثناء صفِّ الكتاب راعيْنا اتباعَ أسلوبِ الشيخ في كتاباته المتأخرة، في
الجوانب الفنية؛ التحسينية والتزيينية، التي تُبْرِز المقاصدَ العلميةَ والشرعيةَ؛
كتنسيق الفقرات ببدايات واضحة، والطباعة بالحرف الأسود في مواضعَ
خاصَّةٍ، والتحلية بعلامات الترقيم ... ، وغيرها مما يلمسه القارئ.
كما تجاوزنا عن الأخطاء من النوع الذي لا يسلم منه مؤلَّف، لا سيما في
عمل قديم كهذا لم يهيئه مولِّفه للطباعة والنشر، فصححناها دون تكثيرِ سوادِ
التنبيهِ عليها في الحواشي، وعدَّلنا ما وجدنا الشيخ متِّبعاً فيه لمذاهبَ قديمةٍ