رفع رأسه من الركوع؛ قال: " سمع الله لمن حمده "، ثم قال: " الحمد لله، ذي الملكوت، والجبروت، والكبرياء، والعظمة ". وكان ركوعه مثل قيامه، وسجوده مثل ركوعه. فانصرف، وقد كادت تنكسر رجلاي. ورجاله رجال مسلم، غير ابن عم حذيفة الذي لم يسم؛ فلم أعرفه. والظاهر أيضاً أن هذه قصة أخرى جرت لحذيفة، غير التي سبق ذكرها عنه قريباً. ويحتمل أن تكون هي نفسها، لكن بعض الرواة أخطأ في روايتها. والله أعلم. (١) فيه حديثان: الأول: عن عوف بن مالك الأشجعي. قال: كنت مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة، فبدأ فاستاك، ثم توضأ، ثم قام يصلي، فقمت معه، فاستفتح من {البَقَرَة} ؛ لا يمر بآية رحمة إلا وقف فسأل، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف فتعوذ، ثم ركع، فمكث راكعاً بقدر قيامه، ويقول في ركوعه: " سبحان ذي الملكوت، والجبروت، والكبرياء، والعظمة ". ثم سجد بقدر ركوعه، ثم قام فقرأ: {آلِ عِمْرَان} ، ثم سورة {النِّسَاء} ، ثم سورة سورة؛ يفعل مثل ذلك. أخرجه أبو داود (١/١٣٩) ، وعنه البيهقي (٢/٣١٠) ، والنسائي (١/١٦٩) ، وابن نصر (٥١) واللفظ له، وأحمد (٦/٢٤) من طريق معاوية بن صالح عن عمرو بن قيس: أنه سمع عاصم بن حُميد يقول: سمعت عوف بن مالك به. وهذا سند صحيح - كما قال النووي في " الأذكار "، وفي " المجموع " (٤/٦٧) -.