" فإن لكل عابد شرة، ولكل شرة فترة؛ فإما إلى سنة، وإما إلى بدعة، فمن كانت فترته إلى سنة؛ فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك؛ فقد هلك ". قال مجاهد: فكان عبد الله بن عمرو - حيث ضعُف وكبِر - يصوم الأيام كذلك يصل بعضها إلى بعض؛ ليتقوى بذلك، ثم يفطر بِعَدِّ تلك الأيام. قال: وكان يقرأ في كل حزبه كذلك، يزيد أحياناً، وينقص أحياناً، غير أنه يُوَفِّي العدد؛ إما في سبع، وإما في ثلاث. قال: ثم كان يقول بعد ذلك: لأَنْ أكون قبلت رخصة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أحب إلي مما عُدِلَ به - أو عَدَل -، لكني فارقته على أمر أكره أن أخالفه إلى غيره. قلت: وسنده صحيح أيضاً على شرطهما. وعزاه الحافظ (٩/٧٧) للنسائي أيضاً. ودَلَّت رواية شعبة عن مغيرة وعن حُصين على أن كلاً منهما قال: " فاقرأه في كل ثلاث ". الطريق الثاني: عن الحَرِيش بن سُلَيم عن طلحة بن مُصَرِّف عن خَيْثمة عنه مرفوعاً مختصراً: " اقرأ القرآن في شهر ". قال: إن بي قوة. قال: " اقرأه في ثلاث ". أخرجه أبو داود (١/٢٢٠) . وسنده حسن.