للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

..............................................................................


ومحمد بن فُضيل: ثقة من رجال الشيخين. فالحديث بهذه الزيادة حسن أو
صحيح.
ثم أخرجه أحمد (٥/١٧٠) بزيادات أخرى قال: ثنا يحيى: ثنا قُدامة بن عبد الله
به بلفظ:
قام النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة من الليالي في صلاة العشاء، فصلى بالقوم، ثم تخلف أصحابٌ
له يصلون، فلما رأى قيامهم وتخلُّفَهم؛ انصرف إلى رَحْلِه، فلما رأى القوم قد أخلَوا
المكان؛ رجع إلى مكانه، فصلى، فجئت فقمت خلفه، فأومأ إليَّ بيمينه؛ فقمت عن
يمينه، ثم جاء ابن مسعود، فقام خلفي وخلفه، فأومأ إليه بشماله؛ فقام عن شماله،
فقمنا ثلاثتنا يصلي كل رجل منا لنفسه، ويتلو من القرآن ما شاء الله أن يتلو، فقام بآية
من القرآن؛ يرددها حتى صلى الغداة، فبعد أن أصبحنا؛ أَوْمَأْتُ إلى عبد الله بن مسعود
أن: سَلْهُ ما أراد إلى ما صنع البارحة؟ فقال ابن مسعود بيده؛ لا أسأله عن شيء حتى
يحدث إلي. فقلت: بأبي أنت وأمي! قُمْتَ بآية من القرآن، ومعك القرآن، لو فعل هذا
بعضنا؛ وجدنا عليه؟ قال:
" دعوت لأمتي ".
قال: فماذا أُجبت؟ أو: ماذا رُدَّ عليك؟ قال:
" أُجبت بالذي لو اطلع عليه كثير منهم طلعة؛ تركوا الصلاة ".
قال: أفلا أبشر الناس؟ قال:
" بلى ". فانطلقت مُعْنِقاً قريباً من قذفة بحجر. فقال عمر: يا رسول الله! إنك إن
تبعث إلى الناس بهذا؛ نَكَلوا عن العبادة. فنادى؛ أنِ ارجع. فرجع. وتلك الآية: {إِنْ
تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} .

<<  <  ج: ص:  >  >>