" وحكاه القاضي عَيِاضٌ عن جمهور العلماء، وبه قال مالك وداود ". قلت: واختاره ابن نصر (١١٩) . ثم قال ابن نصر (١٢٧) : " وسئل مالك عن القراءة في الوتر؟ فقال: ما زال الناس يقرؤون بالمعوذات في الوتر، وأنا أقرأ بها في الوتر. وعن سفيان: كانوا يستحبون أن يقرأ في الركعة الأولى بـ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} ، وفي الثانية: {قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ} ، ثم يقرأ في الثالثة: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} . وإن قرأت غير هذه السور؛ أجزأك. وقال أحمد رحمه الله: نختار أن يقرأ في الوتر بـ: {سَبِّحِ} ، و {قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} . وسئل: يقرأ المعوذتين في الوتر؟ فقال: ولمَ لا يقرأ؟! ". اهـ. وقول أحمد هذا رواه أبو داود في " مسائله " (٦٤) ، ولكن وقع فيه: (ولمَ يقرأ؟!) . وذكر المصحح الأستاذ الشيخ بهجت البيطار حفظه الله تعالى أن في النسخة الظاهرية: (ولمَ لا يقرأ؟!) . قلت: ومطابقة هذه النسخة لما ذكره ابن نصر عنه يدل على صحتها، دون النسخة الأخرى. (١) هو من حديث أبي موسى. رواه عنه أبو مِجْلَز: أن أبا موسى كان بين مكة والمدينة، فصلى العشاء ركعتين، ثم قام فصلى ركعة أوتر بها، فقرأ فيها بمئة آية من النساء، ثم قال: ما ألَوْتُ أن أضع قدميَّ حيث وضع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قدميه، وأن أقرأ بما قرأ به رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ