للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و " قال لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه:

" لو رأيتَني وأنا أستمع لقراءتك البارحة! لقد أوتيتَ مزماراً من مزامير (١)

آل داود ". [فقال أبو موسى: لو علمتُ مكانك؛ لحبّرت (٢) لك تحبيراً] " (٣) .


(١) قال العلماء: المراد بالمزمار هنا: الصوت الحسن. وأصل الزمر: الغناء. وآل
داود: هو داود نفسه. وآل فلان: قد يطلق على نفسه، وكان داود صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حسن الصوت
جداً. ذكره النووي في " شرح مسلم ".
(٢) يريد: تحسين الصوت وتحزينه. يقال: حبَّرت الشيء تحبيراً؛ إذا حسنته - كما
في " النهاية " -. قال الحافظ ابن كثير:
" دل هذا على جواز تعاطي ذلك وتكلفه، وقد كان أبو موسى - كما قال عليه الصلاة
والسلام - قد أُعطي صوتاً حسناً، مع خشية تامة، ورقة أهل اليمن؛ فدل على أن هذا
من الأمور الشرعية ".
(٣) وهو من حديثه.
أخرجه البخاري (٩/٧٦) وفي " أفعال العباد " (٧٩) ، ومسلم (٢/١٩٣) ، والترمذي
(٢/٣١٨ - طبع بولاق) - وقال: " حسن صحيح ". كما في نسخة - هو، والبخاري عن
بُريد بن عبد الله بن أبي بُردة، ومسلم عن طلحة - وهو: ابن يحيى -، واللفظ له؛ كلاهما
عن أبي بُردة عن أبي موسى [دون الزيادة] .
وأخرجه الحاكم (٣/٤٦٦) من طريق خالد بن نافع الأشعري عن سعيد بن أبي
بُردة عن أبي بُردة بن أبي موسى قال:
مر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأبي موسى ذات ليلة ومعه عائشة، وأبو موسى يقرأ، فقاما؛ فاستمعا
لقراءته، ثم مضيا، فلما أصبح أبو موسى، وأتى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" مررت بك يا أبا موسى! البارحة وأنت تقرأ؛ فاستمعنا لقراءتك ". فقال أبو موسى:

<<  <  ج: ص:  >  >>