للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم ترك ذلك، ونهى عنه.

و" كان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يضع كفيه على ركبتيه " (١) . و " كان يأمرهم بذلك " (٢) . وأمر

به أيضاً (المسيء صلاته) - كما مر آنفاً -.


وقد رواه عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه وحده مختصراً.
أخرجه أحمد (١/٤٢٦) ، ورواه أيضاً عن علقمة، ويأتي بعد هذا. قال الحازمي:
" وقد اختلف أهل العلم في هذا الباب؛ فذهب نفر إلى العمل بهذا الحديث؛
منهم: عبد الله بن مسعود، والأسود بن يزيد، وأبو عُبيدة بن عبد الله بن مسعود،
وعبد الرحمن بن الأسود.
وخالفهم في ذلك كافة أهل العلم من الصحابة والتابعين فمن بعدهم، ورأوا أن هذا
الحديث كان محكماً في ابتداء الإسلام، ثم نُسخ، ولم يبلغ ابنَ مسعود نسخُه، وعرف
ذلك أهل المدينة؛ فرووه، وعملوا به. وقال بعض أهل العلم: في ذلك دلالة على أن
أهل المدينة أعلم بالناسخ والمنسوخ ممن فارقها، وسكن غيرها من البلاد ". اهـ.
قلت: وكما خفي على ابن مسعود رضي الله عنه سنية وضع اليدين على الركبتين،
خفيت عليه أيضاً سنية رفع اليدين في غير تكبيرة الإحرام - كما سبق بيانه -.
أما كيف يخفى عليه ذلك، وهو من قدماء الصحابة الملازمين للرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سفراً
وحضراً؟! فمن عجائب الأمور التي لا نجد لها تعليلاً إلا مجرد كونه بشراً يسهو وينسى.
والله تعالى أعلم بوقائع الأمور.
(١ و ٢) هو من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه. ورد عنه من طرق:
الأول: عن عبد الله بن إدريس عن عاصم بن كُلَيب عن عبد الرحمن بن الأسود:
ثنا علقمة عن عبد الله قال:

<<  <  ج: ص:  >  >>