وهذا سند رجاله كلهم موثقون. وأعله ابن التركماني بقوله: " ذكر صاحب " الكمال ": أن دُحَيماً قال: لم يسمع الوليد بن مسلم من حديث شيبة بن الأحنف شيئاً ". قلت: وهذه علة لا تساوي شيئاً؛ فإن الوليد قد صرح بسماعه لهذا الحديث من شيبة، وهو ثقة؛ فلا يجوز تكذيبه إلا ببرهان. على أن كلام دُحيم هذا قد ذكره الحافظ في " تهذيب التهذيب "، وليس فيه ما نقله ابن التركماني، ونصه: " وقال عثمان الدارمي عن دحيم: كان الوليد يروي عنه. ما سمعت أحداً يعرفه ". فليس فيه نفي سماع الوليد منه؛ بل نفى هو عن نفسه أن يكون سمع أحداً يعرفه. وقد روى عنه غيرُ الوليد بن مسلم: محمد بن شُعيب بن شابور، وهشام أبو عبد الله صاحب الصدقة. وقد ذكره أبو زُرعة الدمشقي في ذكر نفر ذوي إسناد وعلم. وذكره ابن حبان في " الثقات ". فمثله لا يقل درجة حديثه عن الحسن؛ لا سيما وأنه لم يرو شيئاً منكراً. والله أعلم. وله في " المسند " (٤/١٣٨) شاهد من حديث عثمان بن حُنَيف بإسناد ضعيف بنحوه؛ دون قوله: " مثل الذي ... " إلخ.