للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان يأمر بالاطمئنان فيه؛ فقال (للمسيء صلاته) :

" ثم ارفع رأسك حتى تعتدل قائماً؛ [فيأخذ كل عظم مَأْخَذَه] "، (وفي

رواية: " وإذا رفعت؛ فأقم صلبك، وارفع رأسك حتى ترجع العظام إلى

مفاصلها ") وذكر له:

" أنه لا تتم صلاة لأحد من الناس إذا لم يفعل ذلك " (١) . وكان يقول:


أخرجه البخاري (٢/٢٢٨ - ٢٢٩) ، والبيهقي (٢/٩٧) ، والطيالسي (٢٧٢) ،
وأحمد (٣/١٧٢) ، والزيادة عندهما، وهي عند الإسماعيلي أيضاً في " مستخرجه على
البخاري ". {وهو مخرج في " الإرواء " (٣٠٧) } .
(١) هو من حديث أبي هريرة، والزيادة وما بعدها من حديث رِفاعة بن رافع. وقد
سبقا.
{والمراد بـ (العظام) هنا: عظام سلسلة الظهر وفقراته - كما تقدم قريباً في
(الاعتدال من الركوع ... ) -. و (المفاصل) جمع (مَفصِل) : ملتقى كل عظمين في
الجسد. انظر " المعجم الوسيط ".
(تنبيه) : إن المراد من هذا الحديث بيِّن واضح، وهو الاطمئنان في هذا القيام.
وأما استدلال بعض إخواننا من أهل الحجاز وغيرها بهذا الحديث على مشروعية
وضع اليمنى على اليسرى في هذا القيام؛ فبعيدٌ جدّاً عن مجموع روايات الحديث - وهو
المعروف عند الفقهاء بـ: (حديث المسيء صلاته) -؛ بل هو استدلال باطل؛ لأن الوضع
المذكور لم يرد له ذكر في القيام الأول في شيء من طرق الحديث وألفاظه؛ فكيف يسوغ
تفسير الأخذ المذكور فيه بأخذ اليسرى باليمنى بعد الركوع؟ هذا لو ساعد على ذلك
مجموع ألفاظ الحديث في هذا الموطن؛ فكيف وهي تدل دلالة ظاهرة على خلاف
ذلك؟! ثم إن الوضع المذكور غير متبادر من الحديث ألبتة؛ لأن المقصود بـ (العظام) فيه

<<  <  ج: ص:  >  >>