وشريك سيئ الحفظ عند جمهور علماء الحديث، وبعضهم صرح بأنه كان قد اختلط؛ فلذلك لا يحتج به إذا تفرد، ولا سيما إذا خالف غيره من الثقات الحفاظ؛ فقد روى جمع منهم عن عاصم بإسناده هذا عن وائل صفة صلاته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وليس فيها ما ذكره شريك. وقد تقدمت الروايات عن عاصم في ذلك في (وضع اليمنى على اليسرى) ؛ على أنه قد رواه غيره عن عاصم عن أبيه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً؛ لم يذكر وائلاً. أخرجه أبو داود، والطحاوي، والبيهقي عن شَقيق أبي ليث قال: ثني عاصم به. لكن شقيق: مجهول لا يعرف - كما قال الذهبي وغيره -. وله طريق أخرى معلولة عند أبي داود (١/١١٨ و ١٣٤) ، والبيهقي أيضاً عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه مرفوعاً بمعناه - وسيأتي لفظه في (القيام إلى الركعة الثانية) [ص ٨١٩]-. وهذا منقطع بين عبد الجبار وأبيه، فإنه لم يسمع منه - كما سبق -. الحديث الثاني: عن أنس قال: رأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انحطَّ بالتكبير؛ فسبقت ركبتاه يديه. أخرجه الدارقطني (١٣٢) ، والحاكم (١/٢٢٦) ، وعنه البيهقي (٢/٩٩) ، والحازمي (٥٥) ، وابن حزم (٤/١٢٩) ، والضياء المقدسي في " المختارة "؛ كلهم من طريق العلاء بن إسماعيل العَطّار: ثنا حَفْص بن غِيَاث عن عاصم الأحول عنه. قال الدارقطني والبيهقي: " تفرد به العلاء بن إسماعيل ".