والله أعلم ". هذا كل ما وجدنا لأرباب هذا المذهب من دليل وحجة. وقد ظهر لك بهذا البيان أنه لا يَسلَمُ لهم ولا حجة واحدة. وأما المذهب الثاني: فقد احتجوا بحديث ابن عمر المذكور قريباً: أنه كان يجلس على وركه الأيسر. والجواب عنه يتضح مما سبق؛ وهو أن هذه الرواية محمولة على التشهد الأخير؛ جمعاً بينها وبين الرواية المعارضة له، فالروايتان بمجموعهما حجة لأحمد على مالك. وقد وجدت له حجة أخرى؛ وهو حديث ابن مسعود: أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقول إذا جلس في وسط الصلاة وفي آخرها على وركه اليسرى: " التحيات ... " الحديث. وهذا نص واضح في التورك في التشهدين، ولكنه لا يصح إسناده - كما سبق بيانه في (الافتراش في التشهد) . فراجعه إن شئت -. ولهم حجة ثالثة، وهو حديث عبد الله بن الزبير هذا. وأجيب عنه بأنه مجمل، وأنه محمول على التشهد الأخير؛ كما دل عليه حديث أبي حميد قبله. ذكره في " الزاد " (١/٨٦) . وأما المذهب الثالث: فليس لهم حجة سوى ما في روايةٍ من حديث أبي حميد بلفظ: