كتاب المدخل إلى صحيح البخاري

الفصل الثامن: الطبعة السلطانية لصحيح البخاري - المبحث الخامس: تراجم المعتنين بالطبعة السلطانية - ص: 184

[المبحث الخامس: تراجم المعتنين بالطبعة السلطانية]

[السلطان عبد الحميد الثاني]

هو السلطان الرابع والثلاثون من سلاطين الدولة العثمانية السلطان الغازي عبد الحميد خان الثاني بن السلطان عبد المجيد الأول، آخرُ السلاطين العظام الذين حكموا الدولة العثمانية.

كان له تأثير واسع في العالم الإسلامي، وكان خليفة المسلمين يدين له المسلمون في مشرق العالم الإسلامي من الصين والهند إلى مصر والشام والحجاز بالبيعة.

ولد في ١٦ شعبان سنة ١٢٥٨ وتوفي في ٢٩ ربيع الثاني سنة ١٣٣٦. تولى الحكم ثلاثة وثلاثين عامًا من سنة ١٨٧٦ إلى أن عُزل سنة ١٩٠٩.

درس التاريخ والأدب، وكان خطاطًا وشاعرًا، وأتقن اللغة العربية والفارسية، وكان يهوى النِّجارة، وله ورشة في قصره مجهزة بجميع الآلات والأدوات، وقد أنتج قطعًا فنية بديعة.

كان محبًّا للعلم مكرمًا للعلماء والأدباء. وكان كأجداده سلاطين بني عثمان محبًّا للأولياء والصالحين فقرَّب مشايخ الطرق الصوفية وقدم الدعم للزوايا لتكون سياجًا للدولة العثمانية مما نتج عنه نشاط واسع للطرق الصوفية في التصدي للدول الاستعمارية. ومن أعظم الشيوخ الذين تأثر بهم السلطان: شيخ الإسلام السيد محمد أبو الهدى الصيادي (١٢٦٦ - ١٣٢٨) والشيخ محمود أبو الشامات (-١٣٤١) وكتب إليه