للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المحبة للنبي عليه الصلاة والسلام شديد التعلق به، فلم يكن التأليف في الحديث نتاج حب للبحث وشغف بالعلم فحسب، بل كان نتاج محبة صادقة للنبي - صلى الله عليه وسلم -، ورغبة في خدمة هذا الدين من خلال حفظ السنة وتمييز الصحيح منها.

وكانت للبخاري كتبٌ، منها ما ورثه من أبيه، ومنها ما كتبه من سماعاته، ومنها ما ألَّفه خلال مراحل حياته. وقد ورد في خبر نادرٍ أن الإمام البخاريَّ أوصى بكتبه إلى أبي عمرٍو المستنير بن عَتيقٍ البكري البخاري، وكان يعُدُّه من الأبدال، إن كان أحدٌ منهم بما وراء النهر. وهي رواية نادرة نقلها الحافظ شمس الدين محمد بن عبد الله ابن ناصر الدين القيسي الدمشقي (-٨٤٢) في ;كتابه توضيح المشتبه، عن كتاب تاريخ بخارى للإمام أبي عبد الله محمد بن أحمدالبخاريِّ الملقبِ بغُنْجارٍ (-٤١٢).

البخاريُّ والرماية:

كان الإمام البخاري يحب الرماية وكثيرًا ما كان يخرج لممارسة الرمي، وكان راميًا ماهرًا .. قال وراقه: ما أعلم أني رأيته في طول ما صحبته أخطأ سهمُه الهدفَ إلا مرتين.، بل كان يصيب في كل ذلك ولا يُسبَق.

ومن قصصه في الرمي التي رواها وراقه، وكان معه: أنه كان يمارس الرمي خارج مدينة فربر، فأصاب سهمه وتِدَ القنطرة التي على نهر وَرَّادةَ، فانشق الوتد، فلما رآه البخاري نزل عن دابته، فأخرج السهم من الوتد وترك الرمي، وقال لأصحابه: ارجعوا. فرجعوا إلى المنزل. ثم قال لوراقه: يا أبا جعفر لي إليك حاجة، تقضيها؟ ، فقال له: أمرك مطاع، فقال وهو يتنفس الصعداء: حاجة مهمة! ثم قال لمن معه: اذهبوا مع أبي جعفر حتى تُعينوه على ما سألته، فقال: أي حاجة هي؟ قال: تضمن لي قضاءها؟ قلت.: نعم، على الرأس والعين. قال: ينبغي أن تصير إلى صاحب القنطرة فتقول: إنا

<<  <   >  >>