للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العلم، توسع مداركه في الحديث. وكل ما يحتاج إليه من أجل ذلك هو أن يكون حاضرَ الذهن في مجالس سماع الحديث منتبهًا مستمعًا للقراءة بأذنيه، وناظرًا في الكتاب يتابع النصَّ بعينيه ..

٣. ضبط متون الأحاديث: وخصوصًا ما يشكل منها ضبطه من الغريب، فيعرف السامع وجه قراءته على الصواب. وهذا علمٌ عزيزٌ نادرٌ، لا يدرك بمجرد القراءة في الكتاب دون أستاذ، فالأستاذ هو الطبيب الذي يبين مواضع الإشكال، ويصحح مواضع الغلط. فإذا تصدر الطالب بعد ذلك للخطابة والوعظ والتدريس واستشهد بحديث قرأه على الوجه الصواب من اللغة العربية، سواء في بناء الكلمة من حيث اللغة والصرف، أو إعراب الكلمة من حيث النحو. ويتجنب بذلك اللحن في الحديث النبوي الشريف، وهو أمر شنيع، وقد كره المالكية في صلاة الجمعة إمامة الذي يلحن في الحديث الشريف، لأنه يحرف كلام النبي عليه الصلاة والسلام وإن كان ذلك بغير قصد، لكنه تقصير يجب عليه استدراكه، وإنما يكون استدراكه قبل حلوله بقراءة كتب الحديث الشريف على الشيوخ الثقات الذين يضبطون. ومن هنا يتبين أن القراءة إذا لم يكن فيها ضبطٌ لا يُعْتَدُّ بها، ولا تُعْتَبَرُ سماعًا صحيحًا، لأن شرط السماع هو السماع على وجه الصواب. وفي آخر هذا الفصل مزيد بيان وإيضاح لهذه المسألة.

٤. ضبط أسماء الرواة: ومعرفة الأسماء وطبقات الشيوخ والتلاميذ، وضبط المشكل من أسماء الرواة، ومعرفة المختلف والمؤتلف، والمتفق والمفترق، وتمييز الصحابة من التابعين، ومعرفة من كان أبوه صحابيًّا، ومعرفة شيوخ كل مؤلف، ومعرفة الكُنى والألقاب، وغير ذلك مما يتعلق بالرواة والأسانيد.

وهذه منافع جمةٌ، وفوائد عظيمة، تطرق سمع الإنسان مرةً بعد مرةٍ، في كل كتاب من

<<  <   >  >>