للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولم يمض شهر حتى عُزل الأمير وسُجن وطيف به في البلد على أتانٍ، ونكَّل الله تعالى بكل من سعى في إخراج البخاري.

[ثروة البخاري]

كان والد الإمام البخاري ذا نعمة حسنة، فورث الإمام البخاري منه ثروة عظيمة، أموالًا وأراضي، فكانت له أرض يُكريها كل سنة بسبعمائة درهم. وله غَلة من أراض أخرى يأتيه من ريعها كل شهر خمسمائة درهم، ولكنه كان ينفقها في طلب العلم والرحلة. وكانت للبخاري أموال يدفعها إلى شركاء له يتجرون بها له مضاربةً، ولم يكن يباشر التجارة بنفسه، وذلك لورعه. ولم يكن يشتري حوائجه، وصرح أنه ما اشترى بنفسه ولا باع شيئًا ولو بدرهم واحد، حتى الكاغد والحبر. روي عنه أنه قال: ما توليت شراء شيء قط ولا بيعه، كنت آمر إنسانًا فيشتري لي. قيل له: ولم؟ قال: لما فيه من الزيادة والنقصان والتخليط.

تأخرت نفقة الإمام البخاري مرة وهو في بعض أسفاره، فصار يأكل من حشيش الأرض.، حتى جاءه أحد الأثرياء وأهداه صرةً دنانير.

وقطع له أحد الغرماء مرةً خمسة وعشرين ألف درهم، فنصحه بعض أصحابه بالاستعانة بالوالي، فأبى خشية أن يطمع الوالي في دينه وقال: لن أبيع ديني بدنياي، وصالح غريمه على أن يعطيه كل شهر عشرة دراهم، وذهب ذلك المال كله.

[مقتنيات البخاري]

كان عند البخاري شيءٌ من شعر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يحمله معه في السفر، ويجعله في قلنسوته يتبرك به .. وهذا يدل على أشياء: منها أنه يرى جواز التبرك بالآثار النبوية الشريفة، وعلى هذا كان الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم. ومنها أنه كان عظيم

<<  <   >  >>