للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل العاشر: فوائد سماع كتب الحديث]

ينقسم علم الحديث إلى شعبتين، الرواية، الدراية. ومن أصول علم الحديث رواية قراءة كتب السنة على الشيوخ سردًا دون شرح. وهي الطريقة التي وصلت إلينا بها كتب السنة المشهورة، وهي الطريقة التي كان يُروى بها حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في القرون الأولى، ثم رُوي بها الموطأ للإمام مالك ثم صحيح البخاري وغيره. ولهذه الطريقة في السرد فوائد عظيمة وثمار وفيرة نوجزها في هذه السطور الآتية:

١. اتصال السند: بأقوى طرق تحمل الحديث، من السامع إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، بحيث يصير السامع مرتبطًا بسلسلة من العلماء والمحدثين، كل واحد منهم تلقى العلم عن الشيوخ طبقة طبقة، إلى أتباع التابعين، فالتابعين، فالصحابةِ الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين. وللسند في الإسلام أهمية كبرى، وهو خِصِّيصة من خصائص هذه الأمة. وقد ورد في فضل الإسناد ما لا يُحصى من النصوص، من أعظمها قول محمد بن سيرين فيما أخرجه الإمام مسلمٌ في مقدمة صحيحه: "الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء".

٢. تقوية الحفظ: والاستذكار للأحاديث، لأن سماعَ نصوص الأحاديث من الشيخ مع النظر في الكتاب يعين السامع على حفظ مكان الحديث وفي أي كتاب مرَّ عليه، أي يعرف مخرج الحديث، وهو باب نفيس قد يقضي الذي يطالع الكتب وحده دهورًا حتى يتمكن فيه. فالذي يسمع أحد كتب الحديث سيعرف إجمالًا ما مرَّ فيه من الأحاديث، وإن لم يحفظها عن ظهر غيب، فإذا سُئل بعد سنين عن حديث فإنه سيجيب السائل بأن الحديث ثابت وهو في كتاب كذا. وهذه فائدة عظيمة لطالب

<<  <   >  >>