قد أخللنا بالوتِد، فنحب أن تأذن لنا في إقامة بدله، أو تأخذَ ثمنه وتجعلنا في حل مما كان منا. يقول وراقه: وكان صاحب القنطرة حميد بن الأخضر الفربري فقال لي: أبلغ أبا عبد الله السلام وقل له: أنت في حِلٍّ مما كان منك، فإنَّ جميع ملكي لك الفداء ... قال: فأبلغته الرسالة فتهلل وجهه، وأظهر سرورًا كثيرًا، وقرأ ذلك اليوم للغرباء خمسمائة حديث، وتصدق بثلاثمائة درهم.
[مؤلفات البخاري]
بدأ الإمام البخاري التأليف وهو ابن ثماني عشرة سنة، فصنف كتاب قضايا الصحابة والتابعين وأقاويلهم، ولم ينقطع عن التأليف إلى أواخر عمره، وكان يكتب بنفسه أو يملي على وراقه. وكان يراجع مصنفاته ويحررها ويزيد فيها، المرة بعد الأخرى. وقد صنَّف سوى الجامع الصحيح العديد من الكتب والأجزاء التي ربما يصل عدد ما نُسب إليه منها إلى نحو أربعين. وليس غرضنا في هذا المدخل استقصاء مؤلفاته، وأماكن وجودها وطبعاتها، وتوثيق نسبة كل كتاب إليه، فإن ذلك ينبغي أن يكون موضوع دراسة خاصة بعنوان:(مؤلفات الإمام البخاري). وسنكتفي هنا بالإشارة إلى مؤلفاته المطبوعة التي يمكن أن يستفيد منها القارئ، وهي:
١. كتاب الأدب المفرد.
٢. كتاب بر الوالدين.
٣ - ٤ التاريخ الأوسط والتاريخ الصغير: طبع أحدهما أولًا باسم التاريخ الصغير في جزءين، ثم طبع باسم التاريخ الأوسط، وما زال في الأمر مجال للبحث والتحقيق.
٥. التاريخ الكبير: طبعته دائرة المعارف العثمانية في مدينة حيدر آباد بالهند في ثمانية