وخدمهم، وكان أبو الحسن البريدى يقول لى مثل هذا ويقول لى العروضى، ومابان لى أن أحدا كان آثر عنده منه. وكان اذا أراد عرض كتاب يسره أو غير ذلك أدخلنا جميعا حتى يفرغ مما يريد ثم يدخل الباقين، على أنه ما سلم أحد منهم فى عبثته، غير أنى كنت مخصوصا بذلك فى حضورى، ولقد ذكر يوما بعض مشايخ أهل البيت من ولد الحسن عليه السلام فشتمه فنظر بعض أصحابنا إلى بعض ثم ضحكوا وقمنا، فرجعت فقلت يا سيدى يمسى ما لا يمس أحد مثله، وهؤلاء إن ضحكوا بين يديك فإنهم يضمرون ويحكون، ويحفظون الذى ذكره سيدنا أمه فلانة بنت فلان، وأبوه فلان بن فلان فقال استغفر الله وقد أحسنت.
وكان أول تغيره أنه كان يعيب غناء ابن طرخان ويحكيه ويذمه ويحلف أنه لا يحسن شيئا وأن ذودة الزطى الطنبورى أحسن غناء منه ويدخل ذودة بحضرتنا وغير حضرتنا ويصله، فلم يزل به إلى أن أحضر ابن طرخان وغلب عليه واستحسن عناءه، حتى صار يجلسه بين ايدينا ويصله بصلات ويخصه بها ويلقى على ستارته الأصوات التى يستحسنها ثم زاد الأمر حتى وصل الجلساء ليلة الفطر ولم يصلنى ولا وصل اسحاق فأما اسحاق فألقى نفسه على راغب وبكى، حتى أمر له بنصف ما أمر لكل واحد ممن وصله، وأما أنا فأمسكت، وشرب بعد ذلك فوهب لجميعهم معرقة معرقة إلا لى وللبريدين، وكان يجفوهما كثيرا.
ووهب لهم قدحا قدحا من البلور ولم يهب لى مثلهم. ووعدنى ان