للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تَشْقَى بِه كلُّ مرْباعٍ مُوَدَّعةٍ ... عرْفاءَ يَشْتُو عَليْها تامِكٌ سَنِمُ

وقال آخر (١):

إذا الْقوْمُ أمُّوا بَيْتَهُ فهْوَ عامِدٌ ... لأَحْسَنِ مَا ظَنُّوا بهِ فَهْوَ فاعِلهْ

وقال آخرُ يصف ناقةً عقرَها (٢) للضِّيفانِ (٣): /


(١) البيت من الطويل، وهو في قصيدة لزينب بنت الطَّثريّة ترثي أخاها، ومثله للعجير السلولي؛ ينظر: «ديوان الحماسة» (ص: ١٠٣)، و «الأمالي» للقالي (١/ ٢٧٥)، و «الحماسة البصرية» (١/ ٢٢٣). وأموا: قصدُوا، وَالْمعْنَى أَن طوائف الرِّجَال إِذا قصدُوا بَيته اسْتَقْبَلَهُمْ بأكمل مَا يكون من ظنونهم بِهِ فِي الْإِحْسَان إِلَيْهِم وَتحمل مَا يثقل عَلَيْهِم وتدبير مَا يدهمهم. «شرح ديوان الحماسة» للتبريزي (١/ ٤٣٤)
(٢) في المطبوع: «ذبحها».
(٣) البيت من البسيط وهو لمُرَّة بن محْكان، «ديوان الحماسة» (ص: ١٧٢)، و «الحماسة البصرية» (٢/ ٢٣٦)، و «شرح ديوان الحماسة» للمرزوقي (ص: ١٠٩٦). وقوله: فصادف السيف منها ساق متلية أراد: عرقب ناقة منها. والمتلية: هي التي لها ولد يتلوها، وقيل هي الحامل. والجلس: الصلبة المشرفة وقيل هي الواسعة الأخذ من الأرض. ومعنى: صادف منه، أي: من السيف. والمعنى: أن السيف والساق تصادما، فأبان السيف الساق منها. والزيافة: هي التي تزيف في مشيتها وتتبختر. جعلها بنت زياف استكرامًا لعرقها وجوهرها. والمذكرة: التي تشبه الذكورة في خلقتها. وقوله: لما نعوها، الفاعلون هم الناس ولم يجر لهم ذكر، لكن المراد مفهوم فأضمره. أي بما ذكر الناس ما جرى عليها لراعي سرحنا، أي راعي مالنا السارحة، بكى بكاء فيه نحيب وصوت، ضنا بمثلها، وتحزناً لما فات منها، ولأن لبنها كان يبقى على محاردة الإبل، وشدة اللزبة.

<<  <   >  >>