للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

كَانَ من)

النَّاس قَوِيا جلدا فَهُوَ يقْتَصر فِي هَذِه الْحَال على أَن يدع غذاءه أَو يقلله مُدَّة طَوِيلَة فَيبرأ برءا تَاما وَيبقى حرْزا بِخِلَاف برْء من يسخن إسخاناً قَوِيا لِأَنَّهُ لَا يُؤمن عِنْد الاسخان الْقوي إِذا كَانَت هَذِه الأخلاط كَثِيرَة أَن تولد رياحاً كَثِيرَة وَلَا تقدر أَن تحللها وتفشها فنزيد الوجع وَيهْلك قَالَ: وَقد رَأَيْت رجلا من القروين كَانَ إِذا أحس بوجع القولنج بَادر فَشد وَسطه وَيَأْكُل خبْزَة بثوم وَيقوم إِلَى عمله طول نَهَاره وَلَا يشرب شَيْئا الْبَتَّةَ فَإِذا أَمْسَى شرب شرابًا صرفا فَيُصْبِح صَحِيحا وَقد نَام ليلته أَيْضا نوماً طيبا وَهَذَا لن الثوم يحل الرِّيَاح أَكثر من كل شَيْء وَلَا يعطش ويظن بعض النَّاس أَنه يعطش أَكثر مِمَّا يعطش البصل ويغلطون بل يقطع الْعَطش فَمن أَصَابَهُ مثل هَذَا ألأف ب الشَّديد فِي أمعائه من غير حمى فَليَأْكُل ذَلِك أعنى الثوم وَيشْرب الترياق وَإِن كَانَ مَعَ حمى فليستعمل التكميد بالجاورس إِن احتمله الْمَرِيض فَإِن فعلت ذَلِك وَلم يسكن فاطبخ النانخة وَأَمْثَاله بِزَيْت وَضعه بِخرقَة وَاجعَل مَعَه شَحم بط واحقنه فَإِن لم يتهيأ ذَلِك فشحم الدَّجَاج غير مملح وَغير عَتيق بل يكون طرياً فَإِن لم يسكن الوجع فأعد الحقنة والخلط مَعهَا جندبادستر وأفيونا من كل وَاحِد أَكثر من الباقلي قَلِيلا وزيتاً مخلوطاً بالبزور تسع أَوَاقٍ واطل هَذَا الدَّوَاء الْمَعْمُول بجندباستر وأفيون وزيت مغلي بالبزور على صوف ودسه فِي المعقدة نعما وَفِيه خيط يخرج مَتى شَاءَ فَإِنَّهُ ينفع نفعا فِي الْغَايَة قَالَ: والوجع الْحَادِث عَن ريح غَلِيظَة بخارية دواءه خَاصَّة دون غَيره محجمة تعلق مرَارًا كَثِيرَة مَعَ نَار كَثِيرَة فَإِنَّهُ مجرب وَيذْهب الوجع سَاعَة تعلق إِن كَانَ ريحًا فَقَط وَإِن كَانَ مَعَه خلط غليظ فَإِنَّهُ سيعود بعد سَاعَات كَثِيرَة أَو بعد يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة وخاصة إِن كَانَ عرض فِي التَّدْبِير خطأ وَكَانَ الْعُضْو العليل يلح عَلَيْهِ بالتكميد والإسخان وَإِذا كَانَ مَعَ الرّيح أخلاط عليظة كَمَا ذكرنَا فَلَا تسخن الْعُضْو إسخاناً شَدِيدا لَكِن عالجه بالأشياء اللطيفة وَحِينَئِذٍ تتنفع بالحقن الحادة وَلَكِن ارْفَعْ نوبَة الْعلَّة بالمحجمة ثمَّ خُذ فِي استفراغ الْخَلْط الغليظ بحقنة حادة فَإِنَّهُ سيقوم عَن هَذِه الحقنة ببلغم لزج زجاجي ويسكن الوجع الْبَتَّةَ فَأَما الأخلاط الحادة إِذا انصبت إِلَى الأمعاء فَإِنَّهُ يحدث عَنْهَا وجع مَعَ لذع لَا مَعَ تمدد وَعند ذَلِك فاحقنه بِمَاء كشك الشّعير وأطعمه أَطْعِمَة عسرة الْفساد قابضة فَإِنَّهُ يغسل ذَلِك الْخَلْط وويدل مزاجه. لي مَتى كَانَت هَذِه الأخلاط مشربَة لطبقات الْمعدة فَإِنَّهُ لَا يخرج فِي البرَاز شَيْء وَإِن كَانَت سابحة فِي التجويف فَإِن الْغذَاء يخرج منصبغاً مختلطاً بِهِ على مَا ذكرنَا فِي بَاب الْمعدة وَإِذا كَانَت مشربَة لللأمعاء فعلاجه)

إيارج فيقرا. ٣ (التميز بَين القولنج والحصى) فَإِن كَانَ يُوجد فِي وجع الْبَطن حَيْثُ يرابح الْبَوْل كُله سلاة مركوزة وظنت أَن ذَلِك من أجل حَصَاة لاحجة هُنَاكَ فاحتقنت بِزَيْت فَخرج مَتى خلط زجاجي وَسكن الوجع فَاعْلَم أَنه لن يُمكن التميز بَين وجع القولنج الْحَادِث عَن لحوج

<<  <  ج: ص:  >  >>